ضحكة تقنية : استغفر الله العظيم محظورة على الفيس بوك !
الأحساء الآن – محمد جمال:
تتواصل الظواهر و القضايا الغريبة و
العجيبة على الويب و لأن الفيس بوك يعد ملجأ الملايين من البشر هذه الأيام
للتواصل و تبادل المعارف و الفائدة و حتى المضرات و السيئات فهذا يجعله
المكان الأنسب لولادة الغرائب و العجائب في زمن أصبحث فيه من الطبيعيات .
خلال الأربعة و العشرين ساعة الماضية ،
سلسلة من إغلاق حسابات المستخدمين المصريين و ايضا العرب الذين حاولوا أن
يكتبوا منشورا يتضمن استغفر الله العظيم لوحدها دون زيادة أو نقصان ، في
البداية تفاجأ البعض بهذه الحقيقة المؤلمة و عند تحذير بعضهم بذلك بعد
نجاحهم في إستعادة حساباتهم عبر إثبات الهوية جرب البعض الأخر الأمر ظنا
منهم أنها مجرد مزحة أخرى … و المضحك المزيد و المزيد من الحسابات المحظورة
.
حدثت على الفيس بوك مجزرة حظر قدرها البعض
بألاف الحسابات المغلقة و هذا مؤلم لكن المضحك في الأمر هي تلك الفتاوي
التي أطلقها بعض المشهورين و المؤثرين على هذه المنصة و التي تتهم مارك
بالإلحاد و الكفر و البعض الأخر فسر الأمر على أنها مؤامرة جديدة تستهدف
الإسلام الهدف منها إشغال الناس عن العبادة ، و كأن الدردشة المحرمة و
الصفحات التافهة و المنشورات السيئة لا تكفي و هي التي جعلت هذه الشبكة
بابا للسوء و ليس للإستفادة بالنسبة للأغلبية من روادها.
لنفترض أن عبارة ” استغفر الله العظيم ”
تهدد بالفعل إلحاد مارك و كفره فلماذا لم يمنع نفس العبارة و المكتوبة بألف
مهموزة ؟ جرب أن تكتب منشورا به عبارة ” أستغفر الله العظيم ” … ماذا ترى ؟
تم قبول منشورك أليس كذلك لكن عندما تحاول أن تكتب ” استغفر الله العظيم ”
على حسابك ستكون الطامة الكبرى فإما إثبات الهوية و إما حظر قد يصل إلى
شهر!
إذن أين يتجلى اللغز في كل هذا هل لأن ”
استغفر الله العظيم ” أكثر عظمة و تأثيرا من ” أستغفر الله العظيم ” رغم أن
هذه الأخيرة هي الصحيحة من الناحية الإملائية ؟ أم لأن مارك إختار الصيغة
الأولى عبثا و قام بمنع كتابتها ؟
لنكن واضحين أيها الأذكياء و المحللين هل
تعرفون التطبيقات الإسلامية التي تنشر نيابة عن المستخدمين الأذكار
الدينية؟ كلنا نعرفها و من كثرة مستخدميها أصبحنا نميز المنشورات المكتوبة
يدويا عن تلك التي تم إنشاءها بواسطة هذه التطبيقات …جميل
من المعلوم ان هذه التطبيقات تنشر الأذكار و
منها ” استغفر الله العظيم ” و لأن الأمر يطرح بشكل عشوائي و مزعج أيضا
فقد إعتبرتها خوارزمية الفيس بوك واحدة من العبارات السبام التي وجب حظرها و
لا علاقة لمارك الملحد بهذا .
بعبارة أخرى لو كانت التطبيقات الدينية
تنشر نفس العبارة بالألف المهمزة لكانت هذه العبارة المسموح بها حاليا
ممنوعة ، و السؤال الأهم هل هذه التطبيقات ستؤدي لمنع المزيد من العبارات
الدينية ؟ أعتقد نعم إذا تم التبليغ عليها من مستخدمين كثر كما حدث مع
الحالة التي نتحدث عنها هنا . بل و يمكن لأية عبارة أخرى أن يتم منعها بغض
النظر عن كونها من الأذكار و أقصد هنا تطبيقات المقولات الشهيرة و التي
تشتغل تلقائيا على حسابات المستخدمين ستسبب نفس المشكلة .
حسنا إذن ما المطلوب لحل المشكلة ؟ أعتقد
أن نشر الأذكار وجب أن يكون بطريقة يدوية في حالة إخترنا ذلك لنبتعد عن تلك
التطبيقات الزائفة التي يستغل مطوريها جهل المستخدمين و ذلك من أجل نشر
مواقعهم و الكسب منها في إطار “الحيلة على العباد بإسم الدين” .
نأمل أن تحل هذه المشكلة و في إنتظار ذلك سيستمر الضحك على البعض على المزيد و المزيد من الأساطير و الخرافات الجاهلية !